كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

66…
واها لمسجدها السامى وروضته أبوابه غلقت لما عدا فيها
ومنها:
ها قد غدت أولات البغى مزجرة صبح العروبة لا عاشت كواخيها
قتلا وعزلا كذا صلبا لأربعة بغيا ولم يختشوا ممن ثوى فيها
عدد أبياتها 152، وقد تكلم فيها بالكلام الخارج الغير المناسب للمقام، مع ما فيها من كاركة المعنى، واختلال النظام، وكان في بدء أمره خطيبا وإماما، ثم صار من أعوان أولئك اللئام، فسلط على ذمة، وهجوه وشتمه في غير قصيدة، وقد استحسنت منها قصيدة سيدى الوالد لكونها أنسب في الشتم من قصايد المرحوم الفاضل الجامى، ولكونها له أن لو كان يسمع، ولكن رحم الله القائل:
لقد أسمعت إن (1) ناديب حيا ولكن لا حياة لمن تنادى
ويرحم الله من قال، وهو شاهد الحالن فيمن عكس الموضوع وأذل المرفوع:
يستوجب الصفع في الدنيا ثمانية لا لوم في واحد منهم إذا صفعا
المسخف بسلطان له خطر وداخل الدار تطفيلا بغير دعا
ومنفذ أمره في غير منزلة وجالس مجلسا عن قدرة ارتفعا
ومتحف بحديث غير سامعة وداخل في حديث اثنين مندفعا
وطالب الفضل ممن لا خلاق له ومبتغ الود من أعدائه طمعا
وقال لآخر
إذا رمت أن تحيى ودينك سالم وحظك موفور وعرضك صين
لسانك لا تذكر به عورة امرى فعندك عوارت وللناس ألسن وعيناك إن أبدت إليك مساوئا بقدم فقل يا عين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن التي هي أحسن
__________
(1) في المخطوط: " إذ"

الصفحة 66