كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

75…
لقد طال هذا الكرب واشتد عسره وشتت جيش الصبر طرا وبددا
وكدر وجه الدهر بعد ابتهاجه ونغص عيش المؤمنين ونكدا
وأذهب راحات النفوس جميعها فلله ما ولى ولله ما بدا
ولم يبق إلا أن يذيب رسومنا وإما قلوبنا قد أذاب وأكبدا
كأن كروب الجهر اجمع أمرها على حربنا فاستنفرت نحونا العدا
هموم غموم ثم قلة راحة وحزن عظيم كلما رث جددا
ثلاثة أعوام نكابد همها وإه لم تداركنا هلكنا فأنجدا
وكم يوم قد قلنا وكم ليلة بها نبيت ولا ندرى الذي صايرُ غدا
ومن قبلها قد كان قحط وشدة وأشجار ظلم أثمرت عله ودا
وكم جرعتنا كأس صبر وحنظل مرارتها أدنى المصائب والردا
فرادى ومثنى حيثما ثم سكرنا تركنا حيارى فط لا نعرف الهدا
فنسأل رب العرش تفريج كربنا بجاهك يا رب السماحة والندا
ومذ شق أقوام عصاهم وشمتوا عداهم وأضحى كل وغد مسودا
تهلل وجه الرفض بعد اغبراره وأصبح ذو رفض عزيزا وسيدا
يجر ذيول التيه في أرض طيبة وكم لعين منهم السيف جروا
وسروا سرواً لم يسروا بمثله وغنى مغنيهم لذاك وغردا
وقد مر دهر الا يجرون ذيلهم ومن جر أمسى بالتراب موسدا
تمنيهم يا سيد الرسل نفسهم بأن يملكوا أرضا وداراً ومسجداً
فسوف إذا طال المطال لأننا سللنا لنصر الرفض سيفا مهندا
وقال لهم داعى الضلال تباشروا لما قد أتى في المؤمنين من الردا
فقاموا جميعا واستفزوا رجالهم وجال أخو رفضٍ هناك وعربدا
وقالوا لهم قد هل عيد انتظارنا فمن رام عبيدا ففي اليوم عيدا
فبادر ملعون على الفور جهرة وسارع للسدّ القديم وهددا
وأعقبه من بعد أبناء متعة بحرق لباب عندما الليل هودا
ولم يختشوا من سطوة القهر فيهم وظنوا بأن الله تاركهم سدا
وما قصدهم إلا انتهاك محارم وتخريب دور المؤمنين أولى الهدا…

الصفحة 75