كتاب الأخبار الغريبة في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة

94…الكلام، ولو كانت تأتينا بعد ثلاثة أيام، وتعاين له منهم الجد والتعدى فوق الطور والحد، فأرسل وطلب الأمان، فأمنوه على أن يخرج بما عليه كل أنسان، وأن يجدوا المحبوسين عمر عبد العال والآخر سالمين، فخرجوا على الشرط المذكور، وتركوا جميع ما في القلعة مدخور، ووضعوا في جبخانه البارود حبلا طويلا قد اشتبوا رأسه بالقتيل تكية منهم للمسلمين لانهم من القوم الظالمين، فأطفوه ورجع عليهم والوبال، وكان ذلك يوم الإثنين لسبعة عشر خلت من شوال، من غير أن يؤذى أحد بحال فلله الحمد على أحسن حال، وقد أرخ ذلك سيدى الجد عبد الرحمن بن سيدي الجد عبد الكريم الأنصاري في بيتين فقال:
خرج الوزير بشيعته ... وقد انقلعوا قوى قلعة
وأتى في الحال مؤرخهم ... خرجوا الزيور من القلعة (1)
فمدة الحصار ثلاثة وعشرون نهاراً، ثم بادروا بالتعمير نحو خمسة أيام ما خرب من السور
__________
(1) يوجد تأريخ بعد هذه الأبيات سنة 1194هـ.

الصفحة 94