كتاب الإسلام وأوضاعنا القانونية
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ آنَ أَنْ تَعْمَلُوا!:
أيها المسلمون! هذه هي دُوَلُكُمْ في قبضة الاستعمار يسيطر على أرضها وسمائها ويحتاز خيراتها، وَلاَ هَمَّ له إلا أن يسرق أموالكم، وينهب أقواتكم، ويعتصر دماءكم، ويعبث بكراماتكم، ويسخر من معتقداتكم، ويحولكم عن دينكم.
أيها المسلمون! هذه هي قوانينكم لا ترجع لكم ولا تنتسب إليكم، ليس فيها إلا ما يؤذي شعوركم، وما يهاجم معتقداتكم، وما يشيع الفساد بينكم، جاءتكم مع الاستعمار لتعبدكم له، وتغل أيديكم عنه، وتجعل مقامه في بلادكم ممكنا، واستغلاله لكم مشروعًا، وأمره فيكم مطاعًا.
أيها المسلمون! هذه هي حكوماتكم تحل ما حَرَّمَ اللهُ، وَتُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ، وتعطل الإسلام، وتتنمر لكل من يخدم الإسلام، وتطارد الوطنيين والمسلمين، ائْتِمَارًا بأوامر الاستعمار، واستجابة لرغباته، ذلك الاستعمار الذي تدعي أنها تحاربه، وما تفعل إلا أنها تواليه وتسالمه.
الصفحة 156
159