كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه للأثرم

على لسانه فقال صلى الله عليه وسلم: "الخمر من خمسة أشياء".
وقال في حديث آخر" الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة".
فبدأ بالنخلة. وقال الله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَنا}. فبدأ بالنخيل قبل الأعناب، فمن أين زعم هؤلاء أن الخمر من العنب خاصة؟.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر خمر".
وقال عمر رضي الله عنه: "الخمر ما خامر العقل "؟
وقال ابن مسعود وجماعة كثيرة: المسكر خمر. حتى قال سفيان بن سعيد: باخرة النادي خمر. فمن أين جاء هؤلاء بالتفصيل بين العنب وغيره. إذ لم ينزل تحريم الخمر على النبي صلى الله عليه وسلم وإنما شرابهم الفضيخ لا يعرفون غيره، فلما تليت عليهم الآية بالتحريم هراقوا آنيتهم، وكانت هي خمرهم، فقال قائلهم: أليس قد قال ابن عباس: "حرمت الخمر بعينها،

الصفحة 211