باب: الميت يعذب ببكاء الحي
465 - عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - رضي الله عنهما - أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - وَذُكِرَ لَهَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ (¬2) فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَغْفِرُ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ وَلَكِنَّهُ نَسِيَ أَوْ أَخْطَأَ إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى يَهُودِيَّةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا فَقَالَ إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ في قَبْرِهَا. (م 3/ 45)
¬__________
(¬1) لأنها كانت تلبس أثياب السود في المأتم. و (السربال): القيص.
(¬2) قلت: قد جاء هذا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن ابن عمر، والمغيرة بن شعبة، رضي الله عنهم، في "الصحيحين" وغيرهما، ولهذا فلا مجال إل تخطئة ابن عمر، بل الصواب أن ما رواه هو صحيح، وما روته السيدة عائشة صحيح أيضا، ولا منافاة بين الروايتين كما هو ظاهر.
ثم إن المراد بـ (البكاء) فيه النياحة، بدليل حديث المغيرة بلفظ "من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة".
رواه مسلم. واختصره المؤلف رحمه الله، وهذا اللفظ يرجح قول الجمهور في تفسير (يعذب) أنه بمعنى (يعاقب) وليس بمعنى "يتألم ويحزن" كما قال ابن جرير الطبري ونصره ابن تيمية. والله أعلم.