كتاب مختصر صحيح مسلم للمنذري ت الألباني (اسم الجزء: 1)

يَا رَبِّ خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقُلْتُ حَطَّ عَنِّي خَمْسًا قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ قَالَ فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى قَالَ يَا مُحَمَّدُ انَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً قَالَ فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ. (م 1/ 99 - 101)

باب: ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأنبياء عليهم السلام
77 - عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضيَ اللهُ عنهما - قَالَ سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَمَرَرْنَا بِوَادٍ فَقَالَ أَيُّ وَادٍ هَذَا فَقَالُوا وَادِي الْأَزْرَقِ فَقَالَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى - عليه السلام - (فَذَكَرَ مِنْ لَوْنِهِ وَشَعَرِهِ شَيْئًا لَمْ يَحْفَظْهُ دَاوُدُ) وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ في أُذُنَيْهِ لَهُ جُؤَارٌ (¬1) إِلَى اللهِ تعالى بِالتَّلْبِيَةِ مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي قَالَ ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى ثَنِيَّةٍ فَقَالَ أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ قَالُوا هَرْشَى (¬2) أَوْ لِفْتٌ فَقَالَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ خِطَامُ نَاقَتِهِ لِيفٌ (خُلْبَةٌ) (¬3) مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي مُلَبِّيًا. (م 1/ 106).

78 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُسْرِيَ بِي لَقِيتُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِذَا هو رَجُلٌ حَسِبْتُهُ قَالَ مُضْطَرِبٌ (¬4) رَجِلُ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ قَالَ وَلَقِيتُ عِيسَى فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَبْعَةٌ أَحْمَرُ (¬5) كَأَنَّه خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ يَعْنِي حَمَّامًا قَالَ وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ - عليه السَّلامُ - وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ قَالَ فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ في أَحَدِهِمَا لَبَنٌ وَفِي الْآخَرِ خَمْرٌ فَقِيلَ لِي خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ فَقَالَ هُدِيتَ الْفِطْرَةَ أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ أَمَّا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ. (م 1/ 106 - 107)

باب: في ذكر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المسيح عليه السلام والدَّجَّال
79 - عن عَبْد اللهِ بْن عُمَرَ - رضيَ اللهُ عنهما - قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ النَّاسِ
¬__________
(¬1) بضم الجيم وبالهمزة وهو رفع الصوت.
(¬2) بفتح الهاء وإسكان الراء وبالشين المعجمة مقصورة الألف، جبل على طريق الشام والمدينة قريب من (الجحفة) و (لفت) بكسر اللام وإسكان الفاء وقيل بفتح اللام وإسكان الفاء.
(¬3) بضم الحاء المعجمة واللام فيها لغتان مشهورتان في الضم والإسكان وهو الليف، روي تنوين ليف وبإضافته إلى خلبة.
(¬4) هو مفتعل من (الضرب) الآتي في الحديث (80).
(¬5) أي بين الطويل والقصير. و (أحمر) أي أشقر. وفي الحديث الآتي "آدم" يعني أحمر، وهذا تناقض. فلعله ليس المراد حقيقة الأدمة والحمرة، بل ما قاربهما.

الصفحة 27