كتاب الزهد لابن أبي الدنيا

393 - ثنا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: قِيلَ لَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ: أَوْصِنَا، فَقَالَ: §بِيعُوا دُنْيَاكُمْ بِآخِرَتِكُمْ تَرْبَحُونَهُمَا - وَاللَّهِ جَمِيعًا، وَلَا تَبِيعُوا آخِرَتَكُمْ بِدُنْيَاكُمْ فَتَخْسِرُونَهُمَا وَاللَّهِ جَمِيعًا "
394 - حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ بُجَيْرٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: كَانَ لِي أَخٌ، وَكَانَ فِي عَيْنِي عَظِيمًا، وَكَانَ الَّذِي §عَظَّمَهُ فِي عَيْنِي صِغَرَ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ "
395 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: -[178]- كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَخْطُبُنَا كُلَّ جُمُعَةٍ، وَيَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: " أَلَّا وَإِنَّ §أَهْلَ الدُّنْيَا فِيهَا عَلَى وَجَلٍ، لَمْ تَمْضِ بِهِمْ نِيَّةٌ، وَلَمْ تَطْمَئِنَّ بِهِمْ دَارٌ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ لَا يَدُومُ نَعِيمُهَا، وَلَا تُؤْمَنُ فَجَائِعُهَا، يَبْقَى شِرَارُ أَهْلِهَا، ثُمَّ قَرَأَ {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} [الشعراء: 206]

الصفحة 177