كتاب الزهد لابن أبي الدنيا

40 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقًا هُوَ أَبْغَضُ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّهُ مُنْذُ خَلَقَهَا لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا»
41 - ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ شَاذَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، قَالَ: كَانَ لِجَدِّي مَوْلًى يُقَالُ لَهُ زِيَادٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ، فَنَعَسَ الشَّيْخُ، فَجَعَلَ زِيَادٌ يَذْكُرُ لَهُمُ الدُّنْيَا، وَالشَّيْخُ يَسْمَعُ، فَقَالَ الشَّيْخُ: يَا زِيَادُ، §ضَرَبْتَ عَلَى بَنِيَّ قُبَّةَ الشَّيْطَانِ، اكْشُطُوهَا بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
42 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنبأ هِشَامٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: وَاللَّهِ §مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ بُسِطَ لَهُ الدُّنْيَا فَلَمْ يَخَفْ أَنْ يَكُونَ قَدْ مُكِرَ بِهِ فِيهَا، إِلَّا كَانَ قَدْ نَقَصَ عَقْلُهُ وَعَجَزَ رَأْيُهُ، وَمَا أَمْسَكَ اللَّهُ عَنْ عَبْدٍ فَلَمْ يَظُنَّ أَنَّهُ قَدْ خُيِّرَ لَهُ فِيهَا إِلَّا كَانَ قَدْ نَقَصَ عَقْلُهُ وَعَجَزَ رَأْيُهُ "
43 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا -[38]- مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ الْحَسَنِ، مِثْلَهُ، ثُمَّ قَرَأَ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ {§فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ} [الأعراف: 165] إِلَى قَوْلِهِ {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 45] فَقَالَ الْحَسَنُ: مُكِرَ بِالْقَوْمِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، أَعْطُوا حَاجَتَهُمْ، ثُمَّ أُخِذُوا "

الصفحة 37