كتاب الزهد لابن أبي الدنيا

163 - ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى، قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، أَنَّ لُقْمَانَ، قَالَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ §اسْتَدْبَرْتَ الدُّنْيَا مُنْذُ يَوْمَ نَزَلْتَهَا، وَاسْتَقْبَلْتَ الْآخِرَةَ، فَأَنْتَ إِلَى دَارٍ تَقْرُبُ مِنْهَا أَقْرَبُ مِنْكَ إِلَى دَارٍ تُبَاعِدُ عَنْهَا
164 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَنَزِيُّ، نا أَبُو شُجَاعٍ، قَالَ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّمَا §مَثَلُ الدُّنْيَا مَثَلُ الْحَيَّةِ: لَيِّنٌ مَسُّهَا تَقْتُلُ بِسُمِّهَا، فَأَعْرِضْ عَمَّا يُعْجِبُكَ فِيهَا لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكَ مِنْهَا، وَضَعْ عَنْكَ هُمُومَهَا لِمَا أَيْقَنْتَ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا، وَكُنْ أَسَرَّ مَا تَكُونُ فِيهَا أَحْذَرَ مَا تَكُونُ لَهَا، فَإِنَّ صَاحِبَهَا كُلَّمَا اطْمَأَنَّ مِنْهَا إِلَى سُرُورٍ أَشْخَصَهُ عَنْهُ مَكْرُوهٌ، وَالسَّلَامُ
165 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ الرَّازِيُّ: §إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَجِدَ حَلَاوَةَ الْعِبَادَةِ، وَتَبْلُغَ ذِرْوَةَ سَنَامِهَا، فَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا حَائِطًا مِنْ حَدِيدٍ
166 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: كَمَا لَا يَسْتَقِيمُ النَّارُ -[81]- وَالْمَاءُ فِي إِنَاءٍ، كَذَلِكَ §لَا يَسْتَقِيمُ حُبُّ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ

الصفحة 80