كتاب نونية ابن القيم = الكافية الشافية

والناس قد قضوا مناسكهم وقد ... حثوا ركائبهم إلى الأوطان
وحدت بهم همم لهم وعزائم ... نحو المنازل أول الأزمان
رفعت لهم في السير أعلام الوصا ... ل فشمّروا يا خيبة الكسلان
ورأوا على بعد خياما مشرفا ... ت مشرقات النور والبرهان
فتيمموا تلك الخيام فآنسوا ... فيهن أقمارا بلا نقصان
من قاصرات الطرف لا تبغى سوى ... محبوبها من سائر الشبان
قصرت عليه طرفها من حسنه ... والطرف في ذا الوجه للنسوان
أو أنها قصرت عليه طرفه ... من حسنها فالطرف للذكران
والأول المعهود من وضع الخطا ... ب فلا تحدن عن ظاهر القرآن
ولربما دلت إشارته على الثـ ... ـاني فتلك إشارة لمعان
هذا وليس القاصرات كمن غدت ... مقصورة فهما إذا صنفان
يا مطلق الطرف المعذب في الألى ... جردن عن حسن وعن إحسان
لا تسبينّك صورة من تحتها ... الداء الدوي تبوء بالخسران
قبحت خلائقها وقبح فعلها ... شيطانة في صورة الإنسان
تنقاد للأنذال والأرذال هم ... أكفاؤها من دون ذي الإحسان
ما ثم من دين ولا عقل ولا ... خلق ولا خوف من الرحمان
وجمالها زور ومصنوع فإن ... تركته لم تطمح لها العينان
طبعت على ترك الحفاظ فما لها ... بوفاء حق البعل قط يدان

الصفحة 332