كتاب نونية ابن القيم = الكافية الشافية

فخذان قد حفا به حرسا له ... فجنابه في عزة وصيان
قاما بخدمته هو السلطان بيـ ... ـنهما وحق طاعة السلطان
وهو المطاع أميره لا ينثني ... عنه ولا هو عنده بجبان
وجماعها فهو الشفا لصبها ... فالصبّ منه ليس بالضجران
وإذا يجامعها تعود كما أتت ... بكرا بغير دم ولا نقصان
فهو الشهي وعضوه لا ينثني ... جاء الحديث بذا بلا نكران
ولقد روينا أن شغلهم الذي ... قد جاء في يس دون بيان
شغل العروس بعرسه من بعدما ... عبثت به الأشواق طول زمان
بالله لا تسأله عن أشغاله ... تلك اليالي شأنه ذو شان
واضرب لهم مثلا بصب غاب عن ... محبوبه في شاسع البلدان
والشوق يزعجه إليه وما له ... بلقائه سبب من الإمكان
وافى إليه بعد طول مغيبه ... عنه وصار الوصل ذا إمكان
أتلومه إن صار ذا شغل به ... لا والذي أعطى بلا حسبان
يا رب غفرا قد طغت أقلامنا ... يا رب معذرة من الطغيان
فصل
أقدامها من فضة قد ركبت ... من فوقها ساقان ملتفان
والساق مثل العاج ملموم يرى ... مخ العظام وراءه بعيان

الصفحة 336