كتاب حاشية الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية

دلت على وجوده الحوادث (¬1) ... سبحانه فهو الحكيم الوارث (¬2)
ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي المصطفى كنز الهدى (¬3)
¬__________
(¬1) أي: دلت الحوادث دلالة عقلية قطعية على وجود الباري -تبارك وتعالى-، فإن إيجاد الحوادث أوضح دليل على وجود المحدث لها، والحوادث جمع حادث ضد القديم: ويعلم وجوده تعالى بصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالطرق الدالة على ذلك وهي كثيرة.
(¬2) أي: أنزهه التنزيه اللائق بجلاله وعظمته، فهو الحكيم المتقن لخلق الأشياء، الوارث الدائم الباقي بعد كل شيء، قال تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} [الحجر: 23] .
(¬3) الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، وقد أخبر الله أنه أثنى عليه في الملأ الأعلى، وأمرنا بذلك ليجتمع له - صلى الله عليه وسلم - ثناء أهل السماء والأرض.
والسلام: من السلامة، دعاء له بالسلامة، والبركة، ورفع الدرجة، أي صلى الله على النبي المصطفى، صلاة وسلاما دائمين مستمرين لا ينقطعان، والنبي: إنسان أوحي إليه بشرع، ولم يؤمر بتبليغه، فإن أمر بتبليغه، فرسول.
والمصطفى: المختار من الصفوة، وهي الخالصة من كل شيء.
وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار» .
والكنز: المعدن، فهو - صلى الله عليه وسلم - معدن الرشاد والدلالة، ومهبط الوحي، أنزله الله على قلبه، ليكون من المنذرين، ويهدي إلى صراط مستقيم.

الصفحة 12