كتاب المجتبى من المجتنى

[325] وروى عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم حديثا واحدا ولم يذكر فى الصحيح.
[326] أنس بن النضر رضى الله عنه: عمّ أنس بن مالك، وهو الذى قال: والله لا تكسر سنّ الربيع، فعفا القوم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إنّ من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه». غاب عن بدر، فشهد أحدا، فلما نادى إبليس قتل محمد، مرّ بعمر رضى الله عنه ومعه رهط، فقال: ما يقعدكم؟ قالوا: قتل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: فما تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه، ثم جالد بسيفه، فوجد قتيلا وبه بضع وثمانون جراحة، فكانوا يقولون: فيه وفى أصحابه نزلت {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا} [الأحزاب:23]. ولا نعلمه أسند شيئا.
[327] أبو الدرداء رضى الله عنه: واسمه، عويمر بن زيد، اختلفوا فى شهوده أحدا، وقد شهد مع النبى صلّى الله عليه وسلم مشاهد كثيرة.
[328] وروى عنه مائة وسبعة وسبعين حديثا، أخرج له منها فى الصحيحين: ثلاثة عشر حديثا، المتفق عليه منها حديثان، وانفرد البخارى بثلاثة، ومسلم بثمانية.
[329] عمرو بن الجموح رضى الله عنه: كان فى بيته صنم يقال: مناف، فكان ناس قد أسلموا يجئيون بالليل، فيخرجون الصنم فيطرحونه فى أنتن مكان وينكسونه على رأسه، فإذا رآه عمرو؛ غمّه ذلك فيغسله، ثم يرده مكانه، فيعودون لذلك، وأنه غاب عن أهله وأوصاهم بمراعاة صنمه فكسروه، وربطوه إلى جنب كلب ميت، وألقوه فى بئر، فلما جاء فرآه كذلك؛ أسلم وأسلمت بنو سلمة بأجمعها، وقال: الحمد لله العلىّ ذى المنن، الواهب الرّزاق ديان الدين، هو الذى أنقذنى من قبل أن أكون فى ظلمة قبر مرتهن.
فو الله لو كنت إلها لم تكن … أنت وكلبّ وسط بئر فى قرن
فالآن فتشناك عن شر الغبن، فلما كان يوم أحد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«قوموا إلى جنّة عرضها السّماوات والأرض». فقام وهو أعرج، فقال: والله، لأحقزنّ عليها فى الجنة، قالت إمرأته (هند): كأنى أنظر إليه حين ولّى قد أخذ درقته وهو يقول: اللهم لا تردّنى إلى خربى-وهى منازل بنى سلمة-قال أبو طلحة: فنظرت إليه. حين انكشف المسلمون ثم ثابوا وهو فى الرعيل الأول،

الصفحة 55