كتاب فهرس ابن عطية

وَكَانَ قد سكن قرطبة فِي صباه على طلب الْعلم فناظر فِي الْمُدَوَّنَة على ابْن الْقطَّان
وحَدثني بِجَمِيعِ رِوَايَته عَن أبي الْقَاسِم حَاتِم بن مُحَمَّد وَأبي عبد الله بن عتاب وَأبي زَكَرِيَّاء القليعي وَأبي مَرْوَان بن سراج وَأبي عمر بن الْقطَّان وَغَيرهم
وَكَانَ رَحمَه الله شيخ فضل وَصدق مَوْقُوفا على حوائج المظلومين والمضطهدين وَكَانَ مِمَّن يقوم اللَّيْل لكتاب الله تَعَالَى رَحمَه الله ونفعه
وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
أجَاز لي جَمِيع مَا رَوَاهُ عَن شُيُوخه بسؤال أبي إِيَّاه ذَلِك وبحضرتي فَمن ذَلِك
الْمُدَوَّنَة أَخْبرنِي بهَا عَن أبي عمر أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن الْقطَّان عَن أبي بكر عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد التجِيبِي عَن أبي إِبْرَاهِيم إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم صَاحب النصائح عَن أَحْمد بن خَالِد عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن وضاح عَن سَحْنُون بن سعيد
السَّنَد شَيخنَا أَبُو عبد الله بن خَليفَة فِي فهرسته وَقَالَ هَذَا إِسْنَاد غَرِيب استغرابا لَهُ وتنبيها على علوه وَهُوَ خطأ أسقط مِنْهُ بَين الإبياني يحيى بن بكير يحيى بن عمر الأندلسي ثمَّ الْقَرَوِي وتستغرب للإبياني رِوَايَته لَهُ عَن يحيى بن عمر فَكيف لَهُ بالرواية عَن ابْن بكير وَأَيْضًا فَإِن الإبياني توفّي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَتُوفِّي ابْن بكير على مَا ذكر الدولابي وَأَبُو عمر الْكِنْدِيّ وَأَبُو سعيد بن يُونُس فِي تَارِيخه فِي شهر صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ زَاد ابْن يُونُس يَوْم السبت لثمان عشرَة لَيْلَة خلت مِنْهُ
ونقلت من خطّ الحكم بن عبد الرَّحْمَن الْمُسْتَنْصر رَحمَه الله أَن يحيى بن بكير مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ وَقيل سنة ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ فَالصَّحِيح مُحَمَّد بن نعْمَة عَن التّونسِيّ عَن الإبياني عَن يحيى بن عمر عَن ابْن بكير كَذَا نَقَلْنَاهُ من خطّ مُحَمَّد ابْن نعْمَة وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْحسن عَليّ عَن مُحَمَّد الْقَابِسِيّ وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأصيلِيّ وَغَيرهمَا عَن الإبياني هُوَ الصَّحِيح وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق لأبي عبد الرَّحْمَن عبد الله بن الْمُبَارك

الصفحة 125