كتاب اعتلال القلوب للخرائطي (اسم الجزء: 2)
830 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غَازِيًا وَتَرَكَ امْرَأَتَهُ وَكَانَ إِلَى جَنْبِهَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: مَعْقِلٌ , لَهُ جَمَالٌ وَشَعْرٌ , فَكَتَبَ الرَّجُلُ: أَعُوذُ بَرَبِّ النَّاسِ مِنْ شَرِّ مَعْقِلٍ إِذَا مَعْقِلٌ رَاحَ الْبَقِيعَ وَرَجَّلَا قَالَ: فَأَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «§الْحَقْ بِنَاحِيَةِ أَهْلِكَ حَتَّى يَقْدَمَ فُلَانٌ»
831 - حَدَّثَنَا الرَّبَعِيُّ , عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْبَاهِلِيِّ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ قَالَ: كَانَ الرَّشِيدُ يَهْوَى عَنَانَ جَارِيَةَ الْعِاطِفِيِّ , وَكَانَتْ صِيَانَتُهُ لِنَفْسِهِ تَمْنَعُهُ مِنْهَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فَمَا رَأَيْتُهُ قَطُّ مُبْتَذِلًا الْإِمْرَةَ , فَإِنِّي دَخَلْتُ إِلَيْهِ وَفِي وَجْهِهِ تَخَثُّرٌ وَعِنْدَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الشِّطْرَنْجِيُّ , فَقَالَ لَنَا: §اسْتَجْمِعُوا بِنَا , فَمَنْ أَصَابَ مَا فِي نَفْسِي فَلَهُ عَشْرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ , فَوَقَعَ بِقَلْبِي أَنَّهُ يُرِيدُ عَنَانَ , فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ بِجُرْأَةِ الْعِمْيَانِ:
[البحر الخفيف]
مَجْلِسٌ يُنْسَبُ السُّرُورُ إِلَيْهِ ... لِمُحِبِّ رَيْحَانَةَ ذَاكِرَاكِ
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: لِمَ أُحْرَمْ أَنَا , فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَقُولُ أَنَا , قَالُ: قُلْ , فَقُلْتُ:
[البحر الخفيف]
لَمْ يَنَلْكِ الرَّجَاءُ أَنْ تَحْضُرِينِي ... وَتَجَافَتْ أُمْنِيَّتِي عَنْ سِوَاكِ
فَقَالَ الرَّشِيدُ: أَنْتَ أَتَيْتَ بِمَا أَرَدْتُ , فَلَكَ عِشْرُونَ أَلْفًا , ثُمَّ أَطْرَقَ سَاعَةً فَقَالَ: أَنَا أَشْعَرُ مِنْكُمَا , قَدْ قُلْتُ:
[البحر الخفيف]
فَتَمَنَّيْتُ أَنْ يُعِيشَنِي اللَّـ ... ـهُ طَوِيلًا فَلَعَلَّ عَيْنَيَّ تَرَاكِ
832 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي لِابْنِ الْمُؤَمَّلِ لَمَّا قَالَ:
[البحر البسيط]
§شَفَا الْمُؤَمَّلَ يَوْمَ الْحِيرَةِ النَّظَرُ ... لَيْتَ الْمُؤَمَّلَ لَمْ يُخْلَقْ لَهُ بَصَرُ
-[397]-
عَمِيَ , فَرَأَى فِي النَّوْمِ كَأَنَّ آتِيًا أَتَاهُ فَقَالَ: هَذَا هَذَا مَا تَمَنَّيْتَهُ فِي شِعْرِكَ لِبَعْضِ الْأَعْرَابِ:
[البحر الكامل]
يَا لَيْتَ شِعْرِيَ , وَالْأَمَانِيُّ رُبَّمَا ... أَوْفَتْ بِصَاحِبِهَا عَلَى مِيعَادِ
هَلْ بَعْدَ فُرْقَتِنَا اجْتِمَاعٌ أَمْ لَنَا ... فِي غَابِرِ الْأَيَّامِ حُسْنُ تَنَادِي
وَأَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا:
[البحر الطويل]
وَدِدْتُ وَلَا يَمْقُتُنِي اللَّهُ دُونَهَا ... نَصِيبِي مِنَ الدُّنْيَا وَإِنِّي نَصِيبُهَا
فَإِنْ تَجْنِ لَيْلَى بِالْمَوَدَّةِ تَجْزِنِي ... وَإِنْ تَجْزِ بِالْقُرْبَى فَإِنِّي قَرِيبُهَا
الصفحة 396