كتاب طبقات النحويين واللغويين

عبد الله فقلت له: وما حاجتُنا إلى كتاب سيبويه؟ أيقال: مررت بالزيديْنِ ظريفيْ عمرو؟ فيضاف نعت الشيء إلى غيره! فقال محمد بن عبد الله بصحة طبعه: لا والله، ما يقال هذا. ونظر إلى محمد بن يزيد، فأمسك ولم يَقُلْ شيئًا، وقمت ونهض المجلس.
أبو بكر بن عبد الملك: قال جحظة: أنشدني أبو العباس:
فلما رأيتُ النَّسرَ عَزَّ ابن دَايةٍ ... وعشَّش في بُرْجَيْه ضاق به صدري
شبَّه شبابه بابن دَايَة وهو الغُراب، وشبَّه الشيب بالنَّسر فقال: لما رأيتُ الشيب قد غلب الشباب وقَهَرَه وعشَّش في بُرْجَيْه أحزنني ذلك، وجاش له صدري. وإنما سمَّي الغراب ابن داية لأنه يأكل ما قد دَوِي من ظهور الإبل.
قال أبو العباس: ويقال للطفيليين: لعامظة، وأنشد:
لعامِظةٌ بين العصا ولِحَائِها ... أَرقَّاءُ أكَّالون من سقط السّفْرِ
قال أبو عمر بن سعد القُطْرَبُّليّ: قال أبو العباس أحمد بن يحيى -وقد تكلم بكلام- فقلت له: إنما أردتَ كيتَ، وعنيتُ ذَيْتَ، قد فطنتُ لعُذْري، وأخذتُ بقطني؛ وذيْت صفة الشيء بعينه، وكيْت صفته بفعله.
أخبرني عمّي قال: قال أحمد بن يحيى -وقد سُئِل عن قول امرئ القيس:
نَطْعَنُهم سُلْكَى ومخلوجَةً ... كَرّك لأَمَينِ على نابِلِ
إن اللأم السَّهم، واللَّأمان السهمان، أي نَطْعَنهم قُدُمًا، ونَطْعَنُهم يَمْنة ويسرة وشأمة، أي نحن حُذَّاقٌ بالطعن. ويقال: الأمر سُلْكَى

الصفحة 146