كتاب طبقات النحويين واللغويين

فلما أكثرتُ عليه، انتهرني وقال: أَيْنَ الثِّمادُ من البحور!
وقال الرّياشيّ: سمعتُ الأخفشَ يقول: لم نُدرِكْ هاهنا أحدًا أعلمَ بالشعر من خَلَفٍ والأصمعيِّ. قلتُ: أيّهما كان أعلمَ؟ قال: الأصمعي. قلتُ: لِمَ؟ قال: لأنه كان أعلمَ بالنحو.
وقال أبو حاتم: قال الأصمعي: كأنما جُعِل عِلمُ لغة ابنيْ نِزارٍ ومَن كان مِن بني قَحْطان على لغة ابنيْ نزار بين جوانح خَلَفٍ الأحمر بمعانيها.
وقال الأصمعيُّ: قال خَلَفٌ: كنتُ أرى أن ليس في الدنيا رُقْيَة أطول من رُقْيَة الحيَّةِ، فإذا رُقية الخُبْزِ أطولُ. يعني ما يتكلَّف الشعراء والخطباء.
وقال أبو حاتم: قال الأصمعي: قال خلف: إذا كان الحديث موضوعًا كان على ما يَشْتَهِي الناس، فإذا كان حقًّا كان على ما يشتهون وما يكرهون.
قال أبو حاتم: كان من العلماء بالشعر بالبصرة: أبو عمرو بن العلاء، وخلف الأحمر، والأصمعي، وأبو عبيدة، وخلق كثيرٌ رواةٌ مثل أبي خالد النميري، وأبي البيداء. وكان خلف شاعرًا، وكان وَضَع على عبد القيس شعرًا مصنوعًا؛ عبثًا منه، ثم تَقرَّأ فرجع عن ذلك وبيَّنه.
وقال أبو حاتم: سمعتُ الأصمعيَّ يقول: سمعت خلفًا الأحمر يقول: أنا وضعتُ على النَّابِغة هذه القصيدة التي يقول فيها:
خيلٌ صيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ ... تحت القَتام وأُخرى تَعْلُك اللُّجُمَا
قال أبو حاتم: وحدثني الأصمعي، عن خلفٍ الأحمرِ قال: قال رجلٌ

الصفحة 163