كتاب طبقات النحويين واللغويين

عبد الله بن نُمَير، حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن بشر بن سليمان قال: سمعت الأصمعيَّ يقول: سمعتُ مِن سفيانَ الثَّوريِّ ثلاثين ألف حديث.
مروان قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا الأصمعي قال: قال لي عبدُ العزيز بن أبي سلمة: غضبتُ على نفسي. قلتُ: لم؟ قال: حين لم أعرفك أول ما رأيتُك.
قال مروان: سمعتُ العباس بن الفرج الرياشي يقول: كان الأصمعيُّ لا يجيء عبثُه مع ذكر الإسلام، ولكن مع هذه الأحاديث، فكان إذا ذكر أصحاب الأهواء يحوط الإسلام. قال: وكان الأصمعي قليل الحديث بهذه الملاحاة التي فيها الشعر.
أبو الحسن المهراني قال: قدمتُ البصرةَ في شعبان سنة إحدى وثمانين ومئتين، فجمعني وأبا اللعيناء مجلس عند رجل من عدول البصرة، فحدَّث أبو العيناء -وكان أديبًا ظريفًا شاعرًا- بحديثٍ من أحاديث البرامكة ذهب عنِّي، وكان المجلس غاصًّا بمن فيه، فلم يُجِبْه أحدٌ ممن كان حاضرًا عن حديثه، فقلتُ أنا: حدثني يزيد بن محمد المهلبي، حدثني عبد الصمد بن المعذّل قال: حدثني الأصمعي قال: قال لي يحيى بن خالد البرمكي: يا أبا سعيد، ألك ولد؟ قلتُ: نعم، أعز الله الأمير. قال: لحرائرَ أم لأمهاتِ أولادٍ؟ قلتُ: لأمهات أولاد. قال: ما أثمانهن؟ قال: قلتُ: ما بين الأربعين إلى الثلاثين. قال: ليس هؤلاء ولد، هؤلاء عبيد، هل لك في جاريةٍ نهبُها لك، فتطلب منها الولد؟ قلتُ: نعم، أعز الله الأمير. قال: قولوا لفلانة تخرج. قال: فطلع القمر يمشي، فقال: يا هذه، إنَّا قد وهبناك لأبي سعيد. فأرسلت

الصفحة 170