كتاب طبقات النحويين واللغويين

وفيها يقول:
ومِنَ الجوْر أن يكون زَماني ... ماضيًا فيَّ حُكمُه وهو خَصْمي
وقصيدته التي أولها:
هل على ذي صَبابةٍ ورسيسِ ... حرجٌ بالبُكَا برسمٍ دَريسِ
أرِجِ النفس بالدموعِ ففيها ... مِن جوى الشَّوْقِ راحةٌ للنُّفوسِ
وقِفِ العِيسَ تقضِ حقَّ المغاني ... إنَّ مِن حقِّها وقوف العيسِ
وفيها:
وقريضٍ يفضُّ من زهَر الرَّوْ ... ضِ ويُزري على حُلِيِّ العَروس
ظلَّ إدريسُ شاكرًا فيه نُعْمَى ... أُسدِيتْ آنِفًا إلى إدريسِ
ساسهُ سائقُ القوافي المعمّى ... برياضاتِ صعبِها والشّمُوسِ

287 - المعافري
هو أبو إسحاق إبراهيم بن عبيد الله. كان ذا رواية للحديث وكتب اللغة، حافظًا لها، وأخذ الحديث عن أحمد بن خالد، وابن فطيس الإلبيري، ونظرائهما، وكتب الفقه عن أحمد بن بشر بن الأغبس، وكان شاعرًا مجودًا مطبوعًا، ثم أجبل في آخر عمره، ورحل عن حاضرة إشبيلية إلى بادية له بقربها، فسكنها في بذاذة هيئة، وتقتير في عيشه، مع مجد وسعة يد.
وتوفي سنة اثنتين وستين وثلاثمئة.

الصفحة 307