كتاب طبقات النحويين واللغويين

وكتب إليَّ، وإلى عبد الله بن حمود الزُّبيدي بقصيدة مطولة، أولها:
خليليَّ من فرْعَيْ زُبَيْدِ بن مَذْحِجٍ ... قفا واسمعا قد يسعِد الشَّجنَ الشَّجِي
ألم تعلما أني أرِقتُ وشاقني ... خيال سَرى وهْنًا ولما يُعَرِّجِ
وقصيدة أولها:
يا خليليَّ عرِّجا بمحبٍّ ... هيضَ سقمًا فما يريم الفِراشا
فأجبناه عن قصيدته بأربع قصائد مطولات، وكان قد غَبَر مدةً لا يستفيد له من الشعر إلا ما يُرغَب فيه، ثم ناقَلَنَا الشعرَ، فحسنَ شعره، وسَلس طبعه. وله قصيدة رثى بها أحمد بن موسى بن حدير بناها على مذاهب العرب، وخرج فيها عن مذاهب المحدثين، فلم يرضها العامة.
وكان أبو إسماعيل بن القاسم شديد الإعجاب بها، كثير الثناء عليها، وهي التي أولها:
إحدى الرَّزيَّات ولا أُعطِي السَّوَى ... رُزْءًا به دَهْري ولو عزَّ العَزَا
وفيها يقول:
سائل بطسمٍ والذين قبلَهم ... والحضْر والحَيّ الحِلَال من سَبَا
وصنعت له أبياتًا أومأت فيها إلى اسم حددته بوصف مخارج حروفه حدًّا لا يشركُ فيه الحرفَ غيرُه، وناولتُه إيَّاها، فما زاد على التماحها، حتى ظهر له الاسم، والأبيات:
قُلْ لِمَن صارَ مُسمًّى ... بأَغنٍّ شفَهيِّ
بَيّنِ الجَمر شديدٍ ... غير رِخوٍ نَفسِيِّ

الصفحة 313