كتاب طبقات النحويين واللغويين

مُشرَبٍ لم يجِدِ المَنْـ ... ـفَذ في غير المضيِّ
زائد جاءَ لمعنًى ... ما لهُ حرف بسيِّ
قبل حرف لَيِّنٍ في الحـ ... ـس مهموس قصيّ
سادس السِّتة من مخـ ... ـرجها العدل السَّطِيِّ
إن تقف منه فبالسَّفـ ... ـحِ بلا جَرْسٍ قويِّ
بعده مثلُ الَّذِي من ... قبله سِيًّا بِسِيِّ
ليس بالزائد لا بل ... ليس منه ببريِّ
بعده يُفضي إلى حر ... فٍ شديد قَطَعيِّ
قَلِقٍ أُشْبعَ جهرًا ... صَغَطيٍّ جدَلِيّ
واستأدبه أمير المؤمنين الناصر -رضي الله عنه- لولده المغيرة، ثم صار بعد ذلك إلى خدمة أمير المؤمنين المستنصر بالله -رضي الله عنه- في مقابلة الدواوين والنظر فيها، وتوسَّع له -رحمه الله- في النُّزُلِ والجراية.
ولم يزل لديه أثيرًا، وعند طبقات الملوك مُعظَّمًا مُبجَّلًا حتى توفِّي على أجمل طريقةٍ وأحمدِ مذهبٍ؛ وذلك في شهر رمضان سنة ثمانٍ وخمسينَ وثلاثمئة.

الصفحة 314