كتاب طبقات النحويين واللغويين

وابن أخي الأصمعي قالا: حدثنا الأصمعي قال: لم أرَ مَسانّ قطّ أذْكرَ من أبي عمرو بن العلاء، وسلَمة بن عياش، وأبي هلال الراسبي، وأبي الأشهب العطاردي.
ابن أبي سعد قال: قال أبو عمرو بن العلاء: كانت العرب إذا أرادت أن تنشد قصيدة المتلمِّس توضؤوا لها:
تُعيِّرني أُمِّي رجالٌ ولن ترى ... أخا كرمٍ إلَّا بأَنْ يَتكرَّما
ابن أبي سعد قال: قال ابن نوفل: سمعتُ أبي يقول لأبي عمرو بن العلاء: أخبرني عما وضعتَ مما سميتَه عربية، أيدخل فيها كلام العرب كله؟ فقال: لا. فقلت: كيف تصنع فيما خالفتك فيه العربُ وهم حُجَّة؟ قال: أعمل على الأكثر، وأسمي ما خالفني لغات.
وقال أبو الحسن الباهلي: مر أبو عمرو بن العلاء بعمرو بن عبيد وهو يتكلم في الوعد والوعيد ويثبته، فقال له أبو عمرو: ويلك يا عمرو! إنك أَلْكَن الفهم، ألم تسمع إلى قول القائل:
وإنِّي وإن أوعدتُه أو وعدتُهُ ... لمخلفُ إيعادي ومنجز مَوْعِدي

الصفحة 39