كتاب طبقات النحويين واللغويين

فأنشِدْني أخلْبَ بيت قالت العرب. قال: قلتُ: قول حمزة بن بِيض، حيث يقول في الحَكم:
تقول لي والعيونُ هاجعةٌ: ... أَقِمْ علينا يومًا، فلم أُقِمِ
أيَّ الوجوهِ انتجعتَ؟ قلتُ لها: ... وأين وجهٌ إلَّا إلى الحَكَمِ
مَتَى يقلْ صاحبا سُرَادقه: ... هذا ابن بِيضٍ بالباب؛ يبتسمِ
قال: أحسن والله ما شاء! قال: فأنشدني أنصف بيت قالت العرب. قال: قول أبي عَروبة المدنيِّ يا أمير المؤمنين، إذ يقول:
إني وإن كان ابنُ عمي واغرًا ... لَمُزاحم من خَلْفِهِ وورائِهِ
ومُعده نصري وإن كان امرأً ... متباعدًا في أرضه وسمائه
وأكون والِيَ سِرِّه وأصونُه ... حتى أصيرَ إلى زمان إخائه
وإذا الحوادثُ أَلحقَتْ بسَوامِه ... قُرِنَتْ صحيحتُنا إلى جَرْبائه
وإذا دعا باسْمِي ليركب مَرْكَبًا ... صعبًا ركبتُ له على سِيسَائِهِ
وإذا رأيتُ عليه بُرْدًا ناضرًا ... لم يُلْفِني متمنِّيًا لردائه
قال: أجاد والله ما شاء! فأنشدني أقنع بيت قالته العرب. قال: قلت:

الصفحة 58