كتاب طبقات النحويين واللغويين

وسلَّمت عليه، قلت: يا أمير المؤمنين، أقول كما قال الأعرابي:
لا تَقْلُواها وادْلُوَاها دَلْوَا ... إنَّ مع اليوم أخاه غَدْوَا
قال أبو عثمان: فاستُبْردتُ وأخرِجت، ولم يُفهَم عني ما أردتُ. والقلْو أرفع السير، والدلْو أدناه. ثم دعاني بعد ذلك، فقال: أنشِدْني أحسنَ مَرثِيَةٍ للعرب. فأنشدتُه قصيدة أبي ذُؤيبٍ:
أَمِنَ المنون ورَيْبِها تتوجَّعُ ... والدَّهرُ ليسَ بِمُعْتبٍ مَن يجزَعُ
حتى أتيتُ على آخرِها. فقال: ليست بشيء. فأنشدتُه قصيدة مُتمِّم بن نُوَيرَة:
لَعمري وما دَهْري بتأبين هالكٍ ... ولا جَزَعٌ مما أصاب فأَوجعا
حتى أتيتُ على آخرها، فقال: ليست بشيء. فأنشدته قصيدةَ كعبٍ الغنوي:
تقول سُلَيمى: ما لجسمكَ شاحبًا ... كأَنك يحميكَ الطعامَ طبيبُ
قال: ليست بشيء. فأنشدتُه قصيدةَ ابن مناذر في عبد المجيد:
كُلُّ حَيٍّ لَاقِي الحِمَامِ فَمُودِي ... ما لَحيٍّ مُؤَمِّلٍ من خُلودِ

الصفحة 90