كتاب الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة
وشى (1) العذار لجينه بنبا له ... فغدا يرق على المحب الواله
خط العذار بصفحتيه لامه ... خطاً توعده بمحو جماله
فحسبت أن جماله شمس الضحى ... حسناً وذاك الخط خط زواله
فرنا إليّ تعجباً وأجابني ... والروع يبدو من خلال مقاله
إن الجمال اللام آخره فعج ... عن رسمه واندب على أطلاله 78؟ الكاتب أبو عبد الله محمد بن أبي
القاسم بن أحمد بن جزي الكلبي (2) ، رحمه الله تعالى
شمس في سماء البلاغة بازغة، وحجة على بقاء هذه الفطرة العربية بالمغربية بالغة، ونعمة على هذه الطريقة سابغة، ونادرة فيها ونابغة، من جذع أبر على القارح، وزجر من المعرفة كل سانح، لا بارح، لو تعلقت الغوامض بالثريا لنالها، وقال أنا لها؛ وربما غلبت الغفلة على ظاهره، وانطبق كمامه على أزاهره، فإذا قدح زنده، تقدم المواكب بنده. وكان من طبقة أبناء جنسه التي إليها المنتهى، وجنة الأدب التي يجد كل مشته ما اشتهى، فمطولاته بحور، (75ب) وغرامياته ولدان وحور، وامداحه درر النحور، أخسفت المنية منه بدرا،
__________
(1) الإحاطة: رشق.
(2) مولده عام 721 وتوفي عام 757؛ من أهل غرناطة وهو ولد أبي القاسم (انظر الترجمة رقم: 7) كتب عند السلطان أبي الحجاج يوسف ثم ارتحل عن الأندلس واستقر بالعدوة وكتب بالحضرة المرينية للمتوكل على الله أبي عنان. وهو الذي كتب رحلة ابن بطوطة (ترجم له ابن الأحمر في نثير الجمان الدين في الإحاطة 2: 186 وانظر أزهار الرياض 3: 189) .