كتاب الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة
عارضه يسرع في انسكابه، حتى ظعن الموت بركابه؛ ومن شعره (1) :
زار الخيال ويا لها من لذةٍ ... لكن للذات الخيال منام
ما زلت ألثم مبسماً، منظومه ... درر، ومورده الشهي مدام
وأضم غصن البان من أعطافه ... فأشم مسكاً فض عنه ختام وقال أيضاً:
أدرها من بنات الكرم بكراً ... كساها دنها لوناً شريفا
غدت في أوجه الاكواس ورساً ... وفي وجه النديم بدت عقيقا وقال رحمه الله تعالى (2) :
ليت شعري والهوى أمل ... وأماني الصب لا تقف
هل لذاك الوصل مرتجع ... أم لهذا الهجر منصرف وقال في معرض الفخر (3) :
وظبي زها بالطرف والعطف والطلا ... وما حاز من غنج ولين ومن غيد
أشرت إليه بالدنو مداعباً ... فقال: أيدنو الظبي من غابة الأسد
__________
(1) النفح 8: 367.
(2) النفح 8: 365.
(3) النفح 8: 366.