كتاب الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة

81 -؟ الكاتب أبو عبد الله محمد بن علي بن
محمد القيسي المرادي، رحمه الله تعالى:
شاعر مجيد، ومتلع يجيد (1) ، وباني بيوت القريض ذات تنجيد، ورام إلى الأغراض بسهم سديد، على غرارة غضة وعمر جديد، كان أبوه عطاراً فما عدا العطر شيمته، لا بل اقتحم عليه سيمته (2) ، فشكر الربع ديمته، وحضرت أمراء الاستحسان لما أعرس بعقائله الحسان وليمته، ولما اجتليت غرته، نظمت في سلك الكتاب درته، وفضضت بيد الشفيق (3) صرته، إلا أنه اعتبط أينع ما كان فننا، وأوضح في الفضل سننا، رحمه الله تعالى. ومن شعره ما خاطبني به من قصيدة طويلة:
تعال نعجها بين تلك المنازل ... فقد رفعت ما بين عاف ونازل (4)
نعلل منها كل نفس عليلة ... ونقضي مناها بين تلك المناهل
ونتقع للأحشاء من كل غلةٍ ... جوى ونحلي للهوى كل عاطل
أليس التي لاحت معالم حيهم ... فما لكما في قصد تلك المجاهل
وغناء حسناء الروابي كأنما ... سقاها حيا دمعي بهام وهامل
__________
(1) خ بهامش ك: جيد.
(2) خ بهامش ك: مشيمته.
(3) خ بهامش ك: التنفيق.
(4) خ بهامش ك: ومائل.

الصفحة 232