كتاب الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة

ورفع التهمة، وكتب بحال ابتدار، بما يشهد باطلاع (1) واقتدار، وانفساح مدار، قوله:
شفاء (2) صداها أم تلك المناهل ... وري غليلي لثم تلك الأنامل
وبين النقا والجزع وسنان ناظر ... يعيد على الألباب آية بابل
وفي سمرات الحي من معهد اللوى ... بلابل هاجت من شجون البلابل
(79ب) ومطلولة الأرجاء أخجل نشرها ... نسيم الصبا جاءت بريا الخمائل
كأن شذاها من شذا المسك أو شذا ... حلى معلوات ابن الخطيب الحلاحل
عماد الحجى والمجد والحلم والتقى ... وفخر المعالي وازدهار الفضائل
وحجة أيام أواخر آيها ... حوت قصبات السنو دون الأوائل
عذيري لا والله عذري لهفوة ... دهتني ولكن عذر هيمان ذاهل
وقد كان بي من فرط حبي عندما ... دنا اسمكم السامي العلا أي شاغل
رأى الماء من قرب فأهوى لورده ... هياماً ولم يحفل بذائد حائل
إذا لم يكن من هيبة اسمك مذهل ... يهول فإني آمن كل هائل وهي طويلة وفي هذا القدر كفاية.
__________
(1) خ بهامش ك: باضطلاع.
(2) د: هواها.

الصفحة 234