كتاب الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة

وطارح أحشائي فأصبح خافقاً ... وعاد بأشواقي فعاد مضرما
وأوضح ثغراً كلما قطب الدجى ... تهلل في بهمائه وتبسما
وجاد ديار العامرية بالنقا ... جزاء لليلى إذ أعارته مبسما
أبارق ذات الأبرقين: أحاجر ... منازل تيم بعد تيم أم الحمى
وما لزمان نام مستغرق الكرى ... فما هب حتى سل ما كان سلما
طواني الضنا طي السجل وشفني ... فلم يبق مني السقم إلا توهما
وودعت خلى والشبيبة راغما ... فلم أدر من أجرى دموعي منهما
وجف ربيع العيش في مربع الصبا ... غداة ذوى العود البهيم وأثغما
فسيان بيضاً فتت في مفارقي ... وأبيض أضحى فوقهن مصمما
وقد كنت قبل اليوم أقتاد أبيضا ... من العيس مهما كنت أجنب أدهما
أغازل ليلى تحت ليل شبيبتي ... فأما وقد صاح الصباح به فما
ولي كبد مهما رأى البرق وهنةً ... تنفس من أحشائه وتكلما
وإن ذكرت ليلى تطاير خافقاً ... وإن هينم الحادي بنجد تلوما
ويا لغريب أنجد الركب موضعا ... بأحبابه الأدنين منه وأتهما
رمى بهم عرض الفلاة وإنما ... رمى مصمياً أفلاذ قلبي إذ رما ومن هذا الأسلوب:
عيون سحاب أم سحاب عيون ... سقت صوب نعمان بصوب معين
(80ب) وما لرباها بعد ليلى تلفعت ... غراماً وحزناً في مطارف جون
وقفت بها أذكي حشاي واتقي ... بفضل ردائي واكفات شئوني
فطوراً أرويها وطوراً اشبها ... بنار شجوني أو بماء جفوني
بقايا طلول أنكر العين حسنها ... فأثبته وجدي بها وشجوني

الصفحة 236