كتاب الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة
(83آ) وإن اعتراك عشى لنير نوره ... فاعدل الأثمد ظله فتكحل
من لم يشاهد موقع الحسن الخفي ... من منظر لم يدر ما الحسن الجلي
فالحسن ما وضحت شواهد فضله ... للمجتني كوضحوها للمجتلي
ولرب وردة دوحة حيت بها ... جاماص تلهب له ماء وناراً قد ملي
ما فتح الزهر الجني ثغوره ... إلا ليرشف طيب ذاك السلسل
كلا ولا خمدت عيون نهاره ... (1) إلا لغيرتها عليه أو قل
هذي البلابل قد سجعن لشربه ... تشدو وتنشد في الثقيل الأول
أيهٍ مطربة الخلي بعثت لي ... أسف الشجي ردي علي وبدلي
ما عذرها والورد مورد عشقها ... إن لم تغن بحسنها وتغزل
فالورد قد فتح الحيا في خده ... ورداً سبا ورد الحياء المخجل
عجباً وحتى الحسن يعشق بعضه ... بعضاً لقد أزرى الهوى بالعذل
لطف من الإحسان أعجزت الورى ... أوصافها، سبحان مبدعها العلي ومن المقطوعات قوله (2) :
زارت على حذر من الرقباء ... والليل ملتف بفضل رداء
تصل الدجى بسواد (3) فرع فاحم ... لتزيد ظلماء إلى ظلماء
فوشى بها من وجهها وحليها ... بدر الدجى وكواكب الجوزاء
أهلاً بزائرة على خطر السرى ... ما كنت أرجوها ليوم لقاء
__________
(1) أو قل: بياض في ج د وكتب فوقها في ك: كذا.
(2) الإحاطة 1: 257.
(3) خ بهامش ك: ليلى.