كتاب الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة

هنالك ما شاء العلا من جلالة ... بها يزدهي بستانها والمراتب ولما أحضر الطعام هنالك دعي شيخنا أبو البركات فاعتذر بأنه صائم بيته من الليل، فحضرني أن قلت:
دعونا الخطيب أبا البركات ... لأكل طعام الوزير الأجل
وقد ضمنا في نداه جنان ... به احتفل الحسن فيما احتفل
فأعرض عنا بعذر الصيام ... وما كل عذر له مستقل
فإن الجنان محل الجزاء ... وليس الجنان محل العمل (84آ) (1) وعندما فرغنا من الطعام أنشدته الأبيات فقال لي: لو انشدتنيها وأنتم لم تفرغوا من الطعام لأكلت براً بهذه الأبيات، والحوالة على الله تعالى؛ رحمة الله على الجميع.
84 -؟ الشيخ الكاتب أبو عبد الله محمد بن محمد
ابن حسان الغافقي، رحمه الله تعالى:
مفراخ أطيار القوافي، ومعيرها قصب القوادم والخوافي، ومجود آيات البيان مسندة الإتقان إلى الكافي، وإن عدم المجيز والمكافي، لم يضيق الطبع على قريحته ولا حجر، فكلما ضرب بعصا يراعته الحجر، انبجس وانفجر، إلا أن ممارسة هذه الميادين أوهت قوى
__________
(1) هذه العبارة سقطت من ج.

الصفحة 245