كتاب ضعيف سنن الترمذي

أي هو مخرج تحت الذي قبله.
ثالثا: وهناك أحاديث قليلة ساق الترمذي أسانيدها وأحال في متونها على ما قبلها بمثل قوله: "..منكر " كالحديث (26) مثلا، وقوله: "..نحوه " كالحديث (226) (1) ، فقد بيضت لهذا النوع من الحديث ولم أكتب تحتها شيئا على الاغلب، اكتفاء بما قبلها، ولان المشروع خاص بمتون الاحاديث، وليس بأسانيدها إلا ما لا بد منها لمعرفة مراتب متونها.
رابعا: من المعلوم عند الدارسين من العلماء لكتاب " سنن الترمذي " أن أسلوبه فيه يختلف كثيرا عن سائر الكتب الستة، ومن ذلك أنه يعقب كل حديث - على الغالب - بالكلام عليه تصحيحا، وتحسينا، وتضعيفا، وهذا من محاسن كتابه، لولا تساهل عنده في التصحيح عرف به عند النقاد من علماء
الحديث قد نبهت عليه في كثير من كتبي، ولذلك فإني لا أقلده في شئ من ذلك، وإنما أحكم بما أداني إليه بحثي ونقدي، ولذلك استطعت - بفضل الله وحده - أن أنقد كثيرا من أحاديث الكتاب التي ضعفها المؤلف أو أعلها بإرسال أو اضطراب أو غيره، ورفعتها إلى مصاف الاحاديث الصحيحة أو الحسنة، مثل الاحاديث المرقمة ب (14 و 17 و 55 و 86 و 113 و 118 و 126 و 135 و 139) ، وهي كلها في " كتاب الطهارة " فقط من " سنن الترمذي "، وفي كتبه الاخرى أمثلة كثيرة أخرى، وفيما ذكرنا كفاية، وبذلك نزلت نسبة الاحاديث الضعيفة منه، والحمد لله.
وأما الاحاديث التي حسنها هو، ورفعتها إلى الصحة بالنقد العلمي، وتتبع
__________
(1) (بعد تقسيم الكتاب، لم يعد لامثالها مكان في " صحيح سنن الترمذي - باخنصار السند - " وبعضها احتفظت برقمها فقط في هذا الكتاب " الضعيف " أو بينت أمرها في حواشي " الصحيح " والشيخ ناصر لم يبين لنا رأيه عند تسليم الاصل، وهذه المقدمة وصلت بعد أن تم تنضيد الكتاب للطبع) (*) .
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب صحيح.
111 - باب ما جاء في الرجل يقرأ القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا 22 - 146 حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الاشج.
حدثنا حفص بن غياث وعقبة بن خالد، قالا: حدثنا الاعمش، وابن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنبا.
(ضعيف - ابن ماجه 594 (1) (129، و " ضعيف سنن أبي داود " برقم 39 / 229 نحوه، المشكاة 460، الارواء 192 و 485، و " ضعيف سنن النسائي " برقم 9 / 265 وهو في ضعيف ابن ماجه بلفظين هما: " لا يحجبه - أو يحجزه - عن القرآن شئ إلا الجنابة - ولفظ: " لا يقرأ القرآن الجنب ولا الحائض ")) .
قال أبو عيسى: حديث علي هذا حديث حسن صحيح.
وبه قال غير واحد من أهل العلم، أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، قالوا: يقرأ الرجل القرآن على غير وضوء، ولا يقرأ في المصحف إلا وهو طاهر.
وبه يقول سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.
__________
(1) من هنا نرى كم فات على القارئ من فوائد باكتفاء أستاذنا الشيخ ناصر على الاحالة على " ضعيف ابن ماجه " فقط..والحديث هناك يلتقي مع سنده هنا عند عمرو بن مرة: وكذلك عند أبي داود.
والقارئ بحاجة إلى معرفة رأيه في مثل هذا، وهو المؤلف، أو المحقق لهذه الكتب.
(*)

الصفحة 15