كتاب فضائل مكة - الحسن البصري

تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر، وَمن صلى تَحت الْمِيزَاب رَكْعَتَيْنِ خرج من ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه، وَمن صلى حول الْكَعْبَة رَكْعَتَيْنِ خرج من ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه.
وَأحب الْبِقَاع إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا بَين الْمقَام والملتزم. وَالنَّظَر إِلَى الْكَعْبَة عبَادَة وأمان من النِّفَاق.
وَمَا على وَجه الأَرْض بقْعَة يُوجد فِيهَا الطّواف وَالْحج وَالْعمْرَة إِلَّا بِمَكَّة، وَالنَّظَر فِي بِئْر زَمْزَم عبَادَة، والطائف حول الْبَيْت كالطائف حول عرش الرَّحْمَن، وَالْحجر الْأسود يَد اللَّهِ تَعَالَى فِي أرضه يُصَافح فِيهَا من يَشَاء من عباده، وَالْحجر الْأسود وَالْمقَام يأتيان يَوْم الْقِيَامَة كل وَاحِد مِنْهُمَا مثل جبل أبي قبيس، لَهما عينان ولسانان وشفتان يَشْهَدَانِ لكل من وافاهما بِالْوَفَاءِ.

الصفحة 30