كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

104 ...
(الأبواء) (1) تسعة عشر ميلاً، ومن الأبواء إلى الجحفة ثلاثة وعشرون ميلاً. وربما عدل الناس عن الأبواء فساروا من السقيا إلى (ودّان) وهي وراء الأبواء ناحية عن الطريق بينهما نحو ثمانية أميال.
من ودان إلى عقبة (هرشى) خمسة أميال، ومن عقبة هرشى إلى (ذات الأصافر) ميلان، ثم إلى الجحفة، وليس بين الطريقين إلا نحو ميلين. فهذا ذكر الطريق من المدينة إلى الجحفة. وعلى سبعة اميال من السقيا بئر الطلوب وهي بئر عادية وهي التي اطلع فهيا معاوية فأصابته اللّقوة (2) فأغذّ السير إلى مكة.
وكان نضلة (3) بن عمرو الغفاري ينزل بئر الطلوب (4).
وعلى أثر (الطلوب) (لحي جمل) (5) وهو ماء. وهو الذي احتجم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم على وسط رأسه وهو محرم، وفي رواية (وهو صائم) وفي أخرى وهو صائم محرم. فقد روى البخاري عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بلحي جمل وهو محرم في وسط رأسه من شقيقة كانت به) (6).
وكان ينزل لحي جمل عبد الله بن أرقم البلوي من أصحاب رسول الله (7).
وقبل السقيا بنحو ميل وادي (العبابيد) (8) وهو (القاحة) (9). وروي ...
__________
(1) الأبواء: تقع شرقي بلدة مستورة بما يقارب الـ (25) كيلاً ولاتزال معروفة.
(2) اللقوة: داء يصيب الوجه يعوج منه الشدق.
(3) نضلة بن عمرو: صحابي أخرج له أحمد والبغوي (الإصابة رقم 8717).
(4) الطلوب: وزن فعول من أبنية المبالغة يشترك فيها المذكر والمؤنث. وبئر طلوب: بعيدة الماء. وهو علم لقيب في طريق الحاج.
(5) لحي جمل: اللحي: العظم الذي تكون فيه الأسنان. والجمل: البعير. وهو موضع بين مكة والمدينة.
(6) البخاري (باب الحجامة للمحرم) و (باب الحجامة للصائم).
(7) عبد الله بن أرقم: لم أجد له ترجمة في الصحابة أما عبد الله بن الأرقم الصحابي المشهور فهو من قريش.
(8) العبابيد: ورد ذكره في حديث الهجرة وأن الدليل سلك بهما عليه.
(9) القاحة: بمعنى الباحة. ونقل السمهودي عن ابن حجر أن وادي القاحة يسمى العبابيد.

الصفحة 104