كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

11 ...
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
كانت لوادي العقيق - بالمدينة المنورة - حضارة سادت ثم توارت عن الانظار ومابادت، ونرجو أن ينقشع عنها ما حجبها عن الأنظار، هذا هو الدافع الأول الى الكتابة في موضوع العقيق.
لأن ذكراه بقيت سائدة بين الجوانح ورسومه شاخصة أمام العين، وبقاعه على الأرض، كل شبر فيها ينطق وينادي: هنا كان فلان الجواد، وهنا اجتمع أعلام المدينة، وهنا كان الشاعر وهو ينشد.
وليس صعبا على الأنسان العربي المسلم أن يعيد ما كان، ويجعله كائنا ما دامت السيرة حية في النفس والتاريخ الصادق يتكلم عن الأعمال والطريق واضحة المعالم.
ان للعقيق سحرا غريبا يستولي على كل من قرأ تاريخه، فأخباره مبهجة وقصصه يستولي على القلوب، وسيرة اهله تملأ الاعطاف بالفخر وكأن كل واحد من اهله من اهلك الادنين.
أخباره تملأ عليك الدروب، ان قرأت سيرة الصدر الأول أو قرأت أخبار الخلفاء والأمراء والأجواد، ويزين اسمه قصائد الشعراء فيكون اسم العقيق في كل قصيدة بدر التمام لايرى في السماء الا ضوءه ويتوارى بمطلعه كل نجم.
ومنذ أن باركه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو غرة الاعقة ومنبت الخير واهزوجة ...

الصفحة 11