كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

113 ...
وغيره من أهل المدينة. منها ((عين مروان)) و ((اليسر)) و ((الفوّار)) و ((الشبكة)) وتعرف بالشبيكة.
ثم يفضي ذلك إلى سافلة المدينة ((الغابة)) و ((عين الصورين)) وبالغابة أموال كثيرة ((عين أبي زياد)) والنخل التي هي حقوق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. و ((ثُرمُد)) مال كان للزبير، باعه عبد الله ابنه في دين أبيه، ثم صار للوليد بن يزيد، وبها ((الحفياء)) وغيرها.
أما ابن شبة، فيصف مجرى الوادي بعد ثنية الشريد فيقول (1): ثم يفضي الى الوادي، فيأخذ في ذي الحليفة حتى يصب بين أرض أبي _ هريرة، وبين أرض عاصم بن عدي بن العجلان (2)، ثم يستبطن الوادي فتصب عليه شعاب ((الجماء)) حتى يفضي إلى ارض عروة بن الزبير وبئره، ثم يستبطن بطن الوادي، فيأخذ منه شطيب إلى خليج عثمان بن عثمان الذي حفر إلى أسفل العرصة، الذي يقال له: خليج بنات نائلة.
وهن بنات لعثمان بن نائلة بنت الفرافصة الكلبية (3) وكان عثمان بن عفان عمل ذلك الخليج، وساقه إلى أرض اعتملها بالعرصة، ثم يفترش سيل العقيق إذا خرج من ((قُراقر)) (4) عبد الله بن عنبسة بن سعيد، يمنة ويسرة، ...
__________
(1) ((تاريخ المدينة)) جـ 166/ 1.
(2) عاصم بن عدي العجلاني القضاعي: شهد أحداً وكان الرسول قد استعمله على قباء فلم يشهد بدراً. توفي في خلافة معاوية وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة (تهذيب التهذيب).
(3) نائلة بنت الفرافصة: زوجة عثمان .. كانت خطيبة شاعرة من ذوات الرأي والشجاعة .. حملت إلى عثمان من بادية السماوة _ بين الكوفة والشام _ فتزوجها، وأقامت معه في المدينة .. دافعت عنه يوم مقتله، وأمسكت بسيف القاتل فحز أصابعها وأرسلت قميصه إلى معاوية مضرجاً بالدم .. خطبها معاوية لنفسه، فأبت وحطمت أسنانها، وأرسلت بها إلى معاوية، فأمسك عنها، وقالت اني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب، وأخاف ان يبلى حزني على عثمان، فيطلع مني رجل على ما اطلع عليه عثمان (نسب قريش /105)، (الإعلام للزركلي).
(4) القراقر: بضم أوله وبعد الألف قاف اخرى مكسورة وراء: هو علم مرتجل لاسم

الصفحة 113