116 ...
الأرض شبراً طُوّقه يوم القيامة من سبع أرضين)) (1) وترك لها سعيد ما ادعت وقال: اللهم إن كانت أروى ظلمتني فأعمي بصرها، واجعل قبرها في بئرها. فعميت أروى .. وجاء سيل فأبدى عن ضفيرتها خارجاً عن حق سعيد. فأقسم سعيد على مروان ليركبن معه، وينظر إلى ضفيرتها، فركب معه مروان وركب معهما ناس حتى نظروا اليها.
قالوا: وكانت أروى تقوم من الليل ومعها جارية لها تقودها، لتوقظ العمال، فقامت ليلة وتركت الجارية لم توقظها، فخرجت تمشي حتى سقطت في البئر، فأصبحت ميتة.
وكان أهل المدينة عندما يدعو بعضهم على بعض يقول: أعماك الله كما أعمى أروى، يريدون: أروى بنت أويس. ثم صار الجهال يقولون: أعماك الله كما أعمى ((الأروى)) يعنون أروى الجبل (2). يظنونها شديدة العمى. وقد كثر الناس في ناحية الشجرة في العصر الأموي. حتى كانت تقام فيها صلاة الجمعة في إمارة عمر بن عبد العزيز.
روى السمهودي أن رجلاً كان لايعرف والده، كان يصلي لهم الجمعة بالشجرة، فنهاه عمر بن عبد العزيز أن يؤمهم، لأنه لايعرف له أب (3)، قال السمهودي: وهو يقتضي أن الجمعة كانت تقام بالعقيق .....
__________
(1) رواه ابن عبد البر في ((الإستيعاب)) وفي ((الجامع للسيوطي)): ((من اقتطع أرضاً ظالماً لقي الله وهو عليه غضبان: رواه البخاري في كتاب ((بدء الخلق)) عن عائشة بلفظ ((من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين)) وعن سعيد بن زيد بألفاظ قريبة مما أثبتنا. وذكر المناسبة نفسها. وأوردالبخاري الحديث في كتاب ((المظالم)) وذكر ابن حجر القصة مفصلة في ((الفتح)) رقم /2452. وانظر صحيح مسلم في ((المساقاة)) ومسند أبي يعلى رقم /590. وفيه أن أروى خاصمت سعيداً إلى طلحة بن عبد الله بن عوف أحد فقهاء المدينة وقضاتها.
(2) أروى: جمع مفرده الأروية: وهي انثى الوعول، أو ضأن الجبل، وبه سميت المرأة.
(3) يبدو أن عمر نهاه، لأنه لم يكن مولى من السلطان .. فقد جاء في صحيح البخاري جواز إمامة العبد، والمولى، وولد البغي، والإعرابي.
وقال الماوردي في الأحكام =