كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

12 ...
الركبان، فحوى تاريخ مجد زاهر وسيرة علماء وترانيم شعراء واخلاق قوم نجباء فطبق ذكره الآفاق.
وأصبحت دراسة تاريخ العقيق ضرورية لمن يقرأ في تاريخ الحضارة الأسلامية وخصوصا تاريخ المدينة.
ولهذا خصه الأقدمون بالتأليف وافردوا له الكتب.
ومن هؤلاء الزبير بن بكاّر المتوفى سنة 256 هـ، وهارون بن زكريا الهجري من أهل القرنين الثالث والرابع الهجريين.
ولكن الكتابين لم يصلا الينا وانما عرفنا وجودهما من النقول التي وجدناها في كتب مؤرخي المدينة.
وكان العقيق أحد المعالم الرئيسية التي لابدّ أن يعرّف بها كل من ألّف في تاريخ المدينة ومنهم من مرّ بهذا المعلم سريعا ومنهم من خصص له فصولا.
وكان السمهودي في كتابه ((وفاء الوفا)) أكثر المؤرخين عناية بالعقيق حيث خصص له حوالي سبعين صحيفة من كتابه.
وربما كان ذلك لأنه التزم التفصيل في تأليفه وكان كتابه أوسع الكتب التي وصلتنا.
وأما الكتب الأخرى (1) فقد كانت موجزة في النواحي الجغرافية مفصلة فيما يخص المسجد النبوي وآثار الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي العصر الحديث قام بعض الباحثين بالتأليف في تاريخ المدينة وآثارها، وخصوا العقيق ببعض جهدهم، ومن هؤلاء المرحوم عبد القدوس الأنصاري في كتابه ((آثار المدينة))، والمرحوم ابراهيم العياشي في كتابه ((المدينة بين الماضي والحاضر)).
وقام الأستاذ حمد الجاسر بجمع ما وجده مفرقا من آراء أبي علي الهجري حول معالم العقيق وغيره من الأماكن وضمنها كتابه ((أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع)).
وكأني بقارىء تاريخ المدينة يأمل أن يجد كتابا مستقلا تحت ...
__________
(1) انظر المراجع

الصفحة 12