كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

120 ...
إحداها أنه مكتوب على أحد الحجرين: أنا عبد الله الأسود رسول الله عيسى ابن مريم.
وفي رواية: أنا أسود من سوادة، رسول رسول الله إلى هذه القرية.
وفي رواية: أنا عبد الله رسول رسول الله سليمان بن داود.
والأخبار في معالم طابة منسوبة إلى عمرو بن سليم الزرقي، وهو تابعي ثقة في الحديث.
ولكن في صحة نسبها الية شكاً .. بل لايستبعد أن تكون موضوعة، والله أعلم وقد ذكر الشعراء الجماوات في أشعارهم، وكل يحن إلى واحدة، ولذلك يذكرها بصورة المفرد قال حسان بن ثابت: وكاد بأكناف العقيق وئيده يحط من الجماء ركناً ململما (1) ومن أرق ماقيل في الحنين إلى معالم العقيق والمدينة، قول أبي قطيفة الأموي وذكر الجماء:
القصر فالنخل فالجماء بينهما أشهى إلى القلب من أبوب جيرون (2) ...
__________
(1) الوئيد: الصوت العالي الشديد. الركن: الجانب الأقوى من الشيء.
والململم: المجموع بعضه على بعض.
والبيت يصف صوت الرعد الشديد عندما ينبعث من السحاب وقبله: تحنُّ مطافيل الرباع خلاله إذا استن في حافاته البرق أثجما فقد شبه صوت الرعد بحنين الإبل إلى أولادها. ((الديوان ص /218 دار صادر)). ومطلع القصيدة:
ألم تسأل الربع الجديد التكلما بمدفع أشداخ فبرقة أظلما
وحرف البيت في ((معجم البلدان)) حيث روي:
وكنا بأطراف العقيق وبيده تحط من الجماء ركناً ململما
وفي (معالم طابة) ص 90: وكنا بأطراف العقيق ومدةً نحط من الجماء ركناً يلملما والصحيح ما أثبته، لأن سياق الأبيات يدل عليه، أما رواية ((معجم البلدان)) و ((معالم طابة)) فهي توهم أن الشاعر يفخر، أو يحن إلى قديم الأمجاد. وليس الأمر كذلك.
(2) جيرون: دمشق. أو هو بناء قديم فيها أطلق اسمه على دمشق، من باب إطلاق الجزء على الكل.

الصفحة 120