كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

122 ...
ذكرت الأخبار (1): أنه قدم على رسول الله نفر من ((عرينة)) فأسلموا فاستوبؤوا المدينة، وقالوا: يا نبي الله، إنا كنا أهل ضرع، ولم نكن أهل ريف، فسألوه أن ينحيهم من المدينة، فأخرجهم رسول الله إلى لقاح له بفيف الخبار (2) فشربوا من ألبانها فلما صحوا، غدوا على اللقاح فأستاقوها، وقتلوا يساراً _ مولى رسول الله _ وغرزوا الشوك في عينيه، فأرسل في آثارهم عشرين فارساً، فأستعمل عليهم كرز بن جابر الفهري، فظفورا بهم، وأتوا بهم إلى رسول الله، فقطع رسول الله ايديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وفيهم نزلت (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف) (3).
وفي غزوة ذات العشيرة (4): قال ابن اسحق: فسلك رسول الله على ((نقب بني دينار (5). ثم على فيفاء الخبار، فنزل تحت شجرة ببطحاء (ابن أزهر) يقال لها ((ذات الساق)) فصلى عندها فثم مسجده ...
__________
(1) انظر: السيرة النبوية لابن هشام جـ 248/ 2 _ و ((أنساب الأشراف ((للبلاذري)) و ((تحقيق النصرة)) 156. و ((البخاري)) باب قصة عكل وعرينة جـ 357/ 6.
(2) لم يذكر البخاري المكان.
(3) سورة المائدة / 33 / وفي أسباب النزول: أن عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس يسأله عن هذه الآية فكتب إليه أنس يخبره أنها نزلت في العرنيين الذين ارتدوا عن الإسلام وقتلوا الراعي واستاقوا الإبل.
(4) كانت في جمادي الأولى سنة اثنين (إرشاد الساري) جـ 240/ 6.
(5) نقب بني دينار. ويقال له: نقب المدينة. وهو طريق العقيق بالحرة الغربية. قال ابن إسحاق في المسير إلى بدر: فسلك طريقة مكة على نقب المدينة ثم على العقيق. وقال في موضع آخر: غزا قريشاً فسلك على نقب بني دينار ثم على فيفاء الخبار ((وجاء في حاشية ((عمدة الأخبار)) للعياشي: وقال جعفر بن السيد حسين هلشم سنة 1304 هـ)) نقب بني دينار هو المسمى ((الزقيقين)) وفي سنة 1297 قدم رجل من أهل الهند ومعه دراهم مرسلة من أهل الخير، فأصلح نقب بني دينار المذكور، وكسر فيه بعض أحجار ناتئة تؤذي المارين، فقلعها و أصلحه، فحصل بذلك راحة كبيرة للمارين (العمدة ص 437).

الصفحة 122