124 ...
والمدينة المنورة بين حرتين أو بين لابتين: إحداهما شرقي المدينة تسمى ((حرة واقم)) (1) والثانية: غربي المدينة تسمى حرة الوبرة، وحرم المدينة بين الحرتين.
جاء في موطأ الإمام مالك ((أن رسول الله طلع له أُحد، فقال: هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة، وأنا احرم مابين لابتيها)).
وعن أبي هريرة أنه كان يقول: لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ما ذعرتها.
قال رسول الله: ((مابين لابتيها حرام)) (2).
وحرة الوبرة لها اتصال بوادي العقيق قال السمهودي: حرة الوبرة هي المشرفة على وادي العقيق ((وسيأتي أن قصر عروة بن الزبير في حرة الوبرة، وكان يقال لموضعه ((خيف حرة الوبرة)) (3).
قال الأستاذ الأنصاري: تقع حرة الوبر بضاحية المدينة الغربية، وتختلف حرة الوبرة عن حرة واقم بكثرة الهضاب والتلاع والمستنقعات والمنخفضات .. وبهذه الحرة المدرج الذي يقال: إنه ثنبة الوداع بالنسبة للمسافر إلى مكة.
ومن تحت طرفها الغربي قصر عروة وبئره ومزارعه، وبعض قصور العقيق وبطرفها الشمالي مسجد القبلتين.
وفي الطبقات الكبرى: وعندما اعترف ((ماعز)) عند الرسول بالزنى، وكان محصناً، أمر به رسول الله إلى الحرة _ حرة الوبرة _ وبعث معه أبا ...
__________
(1) واقم: اسم حصن، ((أطم)) من آطام المدينة، وسميت الحرة باسمه، وقيل: سميت باسم رجل من العماليق اسمه ((واقم)) وبها كانت معركة الحرة بين جيش الشام بقيادة مسلم بن عقبة، وبين أهل المدينة، زمان يزيد بن معاوية.
(2) موطأ مالك. باب ماجاء في تحريم المدينة. وانظر ماجاء في ((جبل عير من الأحاديث وأن المدينة حرم مابين عير إلى ثور)).
(3) الخيف: بفتح الخاء: ماارتفع عن مسيل الماء، وماانحدر من غلظ الجبل. ومنه سمي مسجد الخيف في منى لأنه في خيف الجبل. مسجد منى يسمى مسجد الخيف لأنه في سفح جبلها. وفي الحديث: ((نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة)) يعني المحصب. ((لسان العرب)).