125 ...
بكر، فمسته الحجارة، ففر يعدو قبل العقيق، فأدرك بالمكيمن، فلم يزل يرمى بالحجارة حتى قتل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لقد تاب توبة لو تابها طائفة من امتي لأجزت عنهم)) (1).
((بنو سلمة)) ((مسجد القبلتين)) (2)
بنو سلمة _ قوم من الخزرج، كانو يسكنون بالقرب من المنطقة التي تسمى الآن _ ((القبلتين)) .. ومسكنهم على شفير وادي العقيق، وهي الآن قرية عامرة، بل أصبحت متصلة بالمدينة، وفيها مسجد القبلتين .. واختلف مؤرخو السيرة، هل نزل الوحي على الرسول بتحويل القبلة في موضع ما يسمى الآن ((مسجد القبلتين)) أو كان نزول الوحي في غيره؟ هناك روايات كثيرة (3) .. المتداول الشائع، إنه حصل في المكان المعروف الآن.
قال البلاذري في أنساب الأشراف: وصرفت القبلة إلى الكعبة في الظهر من يوم الثلاثاء، للنصف من شعبان سنة اثنتين من الهجرة.
في منزل البراء بن معرور.
ولكن البراء توفي قبل الهجرة بشهر واحد، وكان قد شهد العقبة .. وأكثر الروايات تقول: أن الرسول عليه الصلاة ...
__________
(1) انظر الإصابة في تمييز الصحابة ((ماعز))، ومسند أبي يعلى رقم (1215).
(2) كانت تسمى ((خزبى)) بفتح أوله وإسكان ثانيه وآخره ألف مقصورة، فسماها الرسول ((صالحة)) لأن الخزب: تهيج في الجلد كهيئة الورم.
وسلمة: بكسر اللام، على وزن فرحة، الحجارة. أما غيرهم فهو بفتح اللام: واحدة السلم، شجر.
(3) انظر ((المدينة بين الماضي والحاضر)) للعياشي، ((وأخبار مدينة الرسول)) لابن النجار و ((تحقيق النصرة)) للمراغي.
و ((أنساب الأشراف)) للبلاذري. جـ 271/ 1. وقد اختلفت الرواية في الصلاة التي تحولت القبلة عندها وكذا في المسجد. ورواية الموطأ والبخاري ومسلم لم تحدد المكان الذي كان فيه الرسول ولم تحدد أول فريضة، وإنما تحدد الأوقات التي وصل الخبر فيها إلى المسلمين في أحياء المدينة. ويفهم منها أن الفريضة التي تحول فيها الرسول هي الظهر، ويفهم من رواية مسلم أن المكان في بني سلمة، لأنه يروي أن الذي نقل خبر التحويل إلى أهل قباء رجل من بني سلمة ويؤيد هذا رواية كون الرسول في بيت ام بشر بن البراء. والله أعلم.