كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

129 ...
وروى ياقوت عن محمد بن عبد العزيز الزهري (1) عن أبيه، أن بني أمية كانوا يمنعون البناء في ((العرصة)) عرصة العقيق، ضناً بها، وأن سلطان المدينة لم يكن يقطع بها قطيعة إلا بأمر الخليفة)).
وروي ((نعم المنزل العرصة لولا كثرة الهوام)).
ولو أردنا تحديد منطقة ((العرصة)) أو ((العرصات)) حسب المسميات الحديثة (2) لتلك الناحية: فإننا نجد العرصة أو العرصات تكاد تكون محل الجامعة الإسلامية، وجنوبها وشمالها وفي منطقة القصر الملكي المجاور للجامعة الإسلامية، ثم تمتد فتشمل منطقة ((مستشفى الملك فهد)) ثم تتقدم إلى أسفل فتشمل منطقة بئر رومة .. وقد أكثر الشعراء من ذكر ((العرصة)) في شعرهم.
فمنهم من ذكرها مطلقة معرفة بـ ((الـ)) ويخص بها عرصة معهودة .. فقال ذؤيب الأسلمي يذكر عرصة الماء التي فيها قصر سعيد بن العاص:
قد أقر الله عيني بغزال يا بن عون
طاف من وادي دجيل بفتى طلق اليدين (3)
بين أعلى عرصة الما ء إلى قصر وبيني (4) ...
__________
(1) محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف .. قال البخاري: منكر الحديث، ويقال: بمشورته جلد الإمام مالك، وولي لقضاء المدينة سنة 143 هـ.
انظر ((أخبار القضاة)) و ((لسان الميزان)) و ((التحفة اللطيفة)) جـ 3.
(2) لم أحاول تحديد المعالم بالأسماء الحديثة، لأن التغيير العمراني يأكل كل قديم، ويغير المعالم سريعاً، ويأتي بأسماء جديدة وشوارع جديدة، وقد استعمل الأستاذ العياشي في ((المدينة بين الماضي والحاضر)) المسميات الجديدة التي وجدها عند تأليف كتابه سنة 1392 هـ 1972 م .. فإذا قرأته سنة 1403 هـ لا تجد إلا القليل من المسميات التي ذكرها .. فإذا رأيت أن المسمى الجديد سيكون معلماً ثابتاً، استخدمته في تحديد الأماكن.
ومن المعالم الباقية إن شاء الله تعالى: ((الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)).
(3) دجيل: نهر بالعراق.
(4) في ((وفاء)) و ((معالم طابة)) إلى قصر ((زبين)) ذكره ياقوت، وقال: ((موضع)) ولم يحدده، وما أثبته من ((معجم البلدان)).

الصفحة 129