كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

13 ...
عنوان ((العقيق)) ليلقي بجانبه عصا التسيار والتجول في الكتب الكثيرة التي ترد فيها أخبار العقيق.
فرأيت أن أحقق هذا الأمل، وقمت بالتفتيش والنبش في كتب التاريخ والتراجم وكتب الأحاديث الشريفة والفقه ودواوين الشعراء وكتب الأدب وجمعت كثيرا من أخباره وأفردت له هذا الكتاب.
واذا لم احقق الأمل كاملا ولم يرو هذا الكتاب الظمأ كلّه ولم يسم الى تطلعات الأماني فحسبي أنني أحييت الموضوع وأفردته بالعنوان وجعلته موضوعا مستقلا جديرا بالبحث.
وأنا أعترف بأن ما جاء في هذا الكتاب يقبل النقد والنقض، ويستقبل آراء الباحثين لاستدراك ما فات وتصحيح السقطات وجبر النقص، لعل مؤلفه يستفيد من ملاحظات الناقدين فيزيد عليه أو ينقص منه ويحقق أخباره، ولعل باحثين آخرين يتخذونه موضوعا للدراسة لأكمال النقص ولجمع ما شرد عليّ من أخباره.
فأنا لا أدعي أن هذا العمل وصل الى تمامه، ولا أدعي أنني جمعت كل ما في بطون الكتب من أخبار العقيق.
فما عسى أن يأتي به تلميذ في موضوع لم يتصد له الا جهابذة العلماء في القديم، وهناك جلة من العلماء والباحثين هم أقدر مني على هذا العمل، ولكن العمر محدود والعمل كثير، وليس في وقتهم فسحة، فجعلت عملي هذا بحثا يقدمه تلميذ الى استاذه ليصححه وينقحه ويدله الى الطريق الفضلى وهذا هو المأمول.
وقد قسمت هذا البحث على فصول:
الفصل الأول: ((مبتدأ العقيق)) وجمعت فيه ما قيل عن اسم العقيق واعقة الحجاز السبعة. وأتفق العلماء على أن مبتدأ عقيق المدينة: ((النقيع)) وكان في النقيع حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحدثت عنه وعن أبرز ...

الصفحة 13