130 ...
فقضاني في منامي كل موعود ودين
وقال أبو الأبيض سهل بن أبي كثير:
قلت من أنت فقالت بكرة من بكرات
ترتعي نبت الخزامي تحت تلك الشجرات
حبذا العرصة داراً في الليالي المقمرات
طاب ذاك العيش عيشاً وحديث الفتيات
ذاك عيش أشتهيه من فنون الأمسيات
وفي العرصة الصغرى يقول داود بن سلم (1):
أبرزتها كالقمر الزاهر في عصفر كالشرر الطائر
بالعرصة الصغرى إلي موعد بين خليج الواد والظاهر (2)
وقال بعض المدنيين، يذكر العرصة البيضاء:
وبالعرصة البيضاء إن زرت أهلها مها مهملات ما عليهن سائس
خرجن لحب اللهو من غير ريبة عفائف باغي اللهو منهن آيس
يردن إذا ما الشمس لم يخش حرها خلال بساتين خلاهن يابس
إذا الحر آذاهن لذن ببحرة كما لاذ بالظل الظباء الكوانس (3) ...
__________
(1) داود بن سليم: شاعر مدني، يذكر في أخبار القضاة، فقد كان من فساق الشعراء، ويجلده القضاة، وبالتالي فهو يهجو القضاة.
وأخباره في الأغاني وله قصص مع القاضي سعد بن ابراهيم (أخبار القضاة) لوكيع 157/ 156 وانظر ((المدينة المنورة في العصر الأموي)) للمؤلف.
(2) قال ياقوت: وإنما قال: العرصة الصغرى، لأن العقيق الكبير ينيفها من أحد جانبيها، ويتبعها عرصة البقل من الجانب الآخر.
والخليج الذي ذكره: خليج سعد بن العاص. وقوله: الواد: بدون ياء قال صاحب اللسان: وربما اكتفوا بالكسرة من الياء. وقال ابن سيدة حذفت الياء لأن الحرف لما ضعف عن تحمل الحركة الزائدة عليه ولم يقدر أن يتحامل بنفسه دعا إلى اخترامه وحذفه. وقوله والظاهر: ذكر السمهودي ((الظاهرة)) بالتاء المربوطة وهي بناحية النقا والمدرج من الحرة الغربية.
(3) البحرة: هي الروضة العظيمة مع سعة. والبحرة: الوادي الصغير يكون في الأرض =