كتاب أخبار الوادي المبارك العقيق

132 ...
القرن الخامس عشر الهجري) البشير، وبدأ الوجه المشرق يعود إلى العقيق وأخذت تدب فيه الحياة وظهرت على قسماته نضارة البناء وعزائم الجود. فقصده محبوه في حدائقه البهية وبساتينه المعطاءة. وانهلت في أفنائه مناهل العلم (1) فارتاده الورّاد ينهلون. وترتاح النفس عندما يتجول الانسان في العقيق فيرى نماذج من طراز البناء العربي الإسلامي فيدرك أن هناك رغبة في احياء عقيق المجد في شكله ومضمونه.
بئر رومة
تقع بئر ((رومة)) في عرصة العقيق الكبرى بقرب مجتمع الأسيال شمالي غربي المدينة. ويقال لها: ((رومة)): بضم الراء، وبعد الراء الواو.
وقد يقال: رؤمة، بوضع همزة فوق الواو.
وهي بئر قديمة جاهلية. لما روي أن تبعاً اليماني لما قدم المدينة كان منزله في ((قناة)) واحتفر البئر التي يقال لها ((بئر الملك)) فاستوبأ ماء بئره، فدخلت عليه امرأة من بني زريق، يقال لها: فكهة، فشكى إليها وباء بئره، فأنطلقت فأخذت حمارين، فأستقت له من بئر رومة، ثم جاءته به، فشرب، فأعجبه، وقال: زيديني من هذا الماء فكانت تصير إليه به مقامه، فلما خرج قال لها: يا فكهة، انه ليس معنا من الصفراء والبيضاء _ الذهب والفضة _ شيء، ولكن لكي ماتركنا من أزوادنا ومتاعنا. فيقال: إنها كانت لم تزل هي وولدها أكثر بني زريق مالاً حتى جاء الإسلام (2).
...
__________
(1) من دور العلم الموجودة في وادي العقيق سنة 1405 هـ الجامعة الإسلامية وتقع في عرصة العقيق. وكلية التربية المتفرعة من جامعة الملك بن عبد العزيز بجدة. وثانوية أُ حد وتقع في العرصة الكبرى. وثانوية خالد بن الوليد وتقع في العنابس. ومتوسطة عبد القدوس الأنصاري في ((القبلتين)) ومتوسطة الإمام علي ومتوسطة ابن خلدون وتقعان بالقرب من مجمع السيول في ((زغابة)).
(2) انظر القصة في ((الإصابة)) رقم 2771 ((ووفاء الوفا)) ومعالم طابة.

الصفحة 132