133 ...
وفي اسم البئر خلاف، وهناك أقوال:
الأول: إنها منسوبة إلى رجل غفاري يسمى ((رومة)) فقال ابن حجر في ((الإصابة)) رومة الغفاري صاحب بئر رومة.
الثاني: إن ((رؤمة)) امرأة أمة كانت تستقي منها للناس فنسبت إليها (1).
الثالث: إن الشعبة التي هي على طرفها تدعي ((رؤمة)) والشعبة واد صغير يجري فيه الماء (2).
وقد ورد بئر رومة في الأحاديث النبوية بصيغ متعددة:
في صحيح البخاري أن عثمان رضي الله عنه حين حوصر، أشرف على الناس فقال: ((أنشدكم، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أن رسول الله قال: من حفر بئر رومة فله الجنة، فحفرتها)) ...
وقال عليه الصلاة والسلام: من اشترى بئر رومة فله مثلها في الجنة)) (3) وقال: من يشتري رومة بشرب رواء في الجنة:؟)) (4) وفي ...
__________
(1) انظر أنساب الأشراف للبلاذري جـ536/ 1.
(2) واختلفت الروايات: هل حفرها عثمان أو اشتراها؟ روايات البخاري بلفظ ((حفرها)) وروايات النسائي والترمذي والبغوي بلفظ ((اشتراها)) ورواية ((اشتراها)) هو المشهور في الروايات. ورأى بعض العلماء أن رواية الحفر فيها وهم. وللجمع بين الروايات نقول: لعل البئر كانت قليلة الماء لاتكفي حاجة المسلمين فعمقها وطواها ليكثر ماؤها فنسب حفرها إليه. انظر ((فتح الباري)) باب ((مناقب عثمان بن عفان)) وباب ((نفقة القيم للوقف)) رقم/2778. و ((سنن النسائي)) كتاب ((الأحباس)) جـ 235/ 5.
(3) رواه ابن شبة في تاريخ المدينة جـ 154/ 1. والنسائي في ((الأحباس)).
(4) المصدر السابق: من: اسم استفهام بشرب: الباء حرف جر، والشرب بكسر الشين: الحظ والنصيب من الماء. أو مورد الماء، ووقت الشرب والجمع ((أشراب)) وفي القرآن الكريم في قصة ناقة صالح (لها شرب ولكم شرب يوم معلوم) ومعناها: الحظ والنصيب. والرواء: بفتح الراء والواو: الماء الكثير المروى، والماء العذب. وفي الأصل: ((من يشتري .. يشرب)) .. بالفعل المضارع وأظن المحقق وهم. تاريخ المدينة جـ /154/ 1.