138 ...
الطبري في حدود سنة (750 هـ) أحسن الله جزاءه (1)، قال: وفي الصحيح (من يحفر بئر رومة فله الجنة) وقد حفرها عثمان فيتناوله العموم إن شاء الله (2).
وفي سنة (1348 هـ) زار المدينة الأمير شكيب أرسلان وكتب عن العقيق وآباره في كتابه: (الأرتسامات اللطاف) فقال: وسيد الأعقة كلها عقيق المدينة وقد تنزهت فيه ونشقت طيب هواءه ورشفت من عذب مائه وفيه بئر عثمان بن عفان.
وقد كانت لنا أيام زرت المدينة _ قبل الحرب العامة بسنة _ (قيلات) (3) كثيرة على بئر عروة المشهورة بخفة مائها.
وقال: وقد كنت أشعر عند بئر عثمان من انشراح الصدر وانفساح الفكر ما لا أشعر به في مكان آخر من أماكن النزهة.
حتى أني أردت مقابلة أعيان المدينة الكرام على حفاوتهم بي والمكارم التي أظهروها والمآدب التي اتخذوها فدعوت منهم خمسين أو ستين شخصاً إلى مأدبة اخترت لها بئر عثمان التي قال النبي فيها (نعم القليب قليب المزني).
أما في الوقت الحاضر فيقول عبد القدوس الأنصاري: وهي مع مزرعتها اليوم من جملة أوقاف المسجد النبوي ومن إدارة الأوقاف تستأجر ثم قال: وتستأجرها اليوم (سنة 1392 هـ) وزارة الزراعة السعودية وجعلتها حديقة عامة تشتمل على مشاتل زراعية ومداجن وحظائر لأصائل الحيوانات من أبقار وأرانب ودجاج (4).
...
__________
(1) (تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة) ص/175.
(2) ذكره البخاري في الوصايا رقم (1778) من الفتح. باب (إذا وقف أرضاً أو بئراً أو اشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين).
(3) القيلات: جمع مفردها (قيلة) وتعني في لهجة أهل المدينة الذهاب إلى بستان وتناول الطعام، ويكون غالباً بعد الظهر. وفي المعاجم: (القيل والقيلة) اللبن الذي يشرب نصف النهار وقت القائلة. أما النوم في الظهيرة: فهو: القائلة أو القيلولة. وبما أن (قيلة) أهل المدينة مقرونة بطعام نصف النهار فإنها تعتبر لغة فصيحة.
(4) آثار المدينة المنورة: ص/245.