139 ...
ولا زالت إلى اليوم (1405 هـ) مزرعة حسنة عامرة من أبهج مزارع العقيق وفيها بئر غزيرة الماء بجوار البئر القديمة ويقصدها زوار المدينة وداخل سور الحديقة مسجد حديث بنته وزارة الأوقاف (1).
الجُرف
الجُرف، والجرف: بضم الجيم.
وسكون الراء، أو ضم الأثنين: الجانب الذي أكله الماء من حاشية النهر.
وقال ياقوت: الجرف، ما تجرفه السيول فأكلته من الأرض.
وهو موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام.
وتقدم عند الكلام على العرصات: أن العرصة الكبرى التي بها بئر رومة تختلط بالجرف فتتسع.
وحدوده: ما بين محجة الشام إلى القصاصين (2).
وقيل في سبب تسميته: أن تبّعاُ مرّ به فقال: هذا جرف الأرض وكان يسمى: العرض _ بكسر العين المهملة _ وفيه قال كعب بن مالك (3): ولما هبطنا العرض قال سراتنا علام إذا لم نمنع العرض نزرع (4) ...
__________
(1) انظر (مشاهد من عمران العقيق) في آخر الكتاب.
(2) القصاصون: أصحاب القصة الذين كانوا يصنعونها وهي الجص.
(3) كعب بن مالك الأنصاري: صحابي، من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم توفب سنة 50 هـ وقالوا إن أشجع بيت وصف به رجل قومه، قول كعب بن مالك:
نصل السيوف إذا قصرن بخطونا قدما ونلحقها أذا لم تلحق
((معجم الشعراء)) للمرزباني.
(4) البيت من قصيدة طويلة أوردها ابن هشام في السيرة، فيما قيل من الشعر يوم أحد , وما ردّ به حسان وكعب على شعراء المشتركين , ويرد في هذه القصيدة على شاعر المشركين يوم أحد. وقد جاء اسم ((الجرف)) في شعر كعب مالك , ولكنه ((جرف)) آخر بالقرب من مكة , أو أيّ مكان آخر من ديار بني عبس , ولذلك يقول:
فلولا ابنة العبسيّ لم تلق ناقتي كلالا ولم توضع إلى غير موضع
فتلك التي إن تتمس بالجرف دارها وأمس بخزبي تمس ذكرتها معي =